مركبات الفلافونيدات flavonoids
المقدمة
الفلافونويد Flavonoid من الإغريقية flavus (اللون الأصفر) هي مجموعة مركبات عضوية قابلة للانحلال في الماء، ينتجها الاستقلاب الثّانوي للنبات، وتنتمي لفئة متعددات الفينول. وقعت البرهنة على أن للفلافونيدات الغذائية مفعول مضاد للتأكسد ومضاد للجذور الحرّة بجرعات معينة. غير أن دورها الصيدلاني في الوقاية من أمراض القلب والأوعية والسرطان، وكذلك علاجها، لايزال موضع جدال وأبحاث مكثفة.
و تستعمل الفلافونويد كمؤشرات قوية في مجال التصنيف الكيميائي للنبات. كما أن لها تطبيقات عديدة، فمنها ما تستغل كملونات غذائية ، و البيولوجيا الجزيئية كأدوات خضب لدراسة التعبير الجيني. والفلافونيدات هي صبغات نباتية تذوب في الماء، وهي مسئولة عن ألوان الأزهار والفواكه وأحياناً بعض الأوراق. وألوانها متعددة فقد تكون صفراء أو برتقالية أو بنفسجية أو زرقاء أو حمراء وتعرف هذه الألوان بالأنثوسيانينز Anthocyanins
تصنيف الفينولات
وتصنف الفينولات المتعددة، على أساس هيكلها الكربوني إلى
1- الفلافونيدات
2- حوامض فينولية.
أهمية الفينولات
1. عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية النباتية المنتشرة بكثرة في المملكة النباتية.
2. تقلل من أثار الاشعة فوق البنفسجية.
3. لها تأثير على التكاثر والنمو والحماية من مسببات الأمراض.
4. تستخدم في إنتاج الدهانات والورق ومستحضرات التجميل وكذلك في المضافات الغذائية.
5. لها دور مهم في اليات الدفاع الطبيعي في الفاكهة وعلى سبيل المثال: مضاد للفطريات)
6. عادة ما تكون صلبة بلورية وسامة، وذات قابلية منخفضة للذوبان في الماء.
7. تعمل عمل مضادات الأكسدة الطبيعية ولها خصائص علاجية.
8. لها خصائص بيولوجية مثل مضادات الأكسدة، ومكافحة الشيخوخة ومضادة للسرطانات. ومضادة للالتهابات وتصلب الشرايين وحماية القلب والأوعية الدموية، وتحسين الوظيفة البطانية.
يدور البحث حول
• ما المقصود بالفلافونيدات ؟
• اين توجد الفلافونيدات ؟
• ما هو تركيب الفلافونيدات ؟
• ما وظيفه وفوائد الفلافونيدات ؟
مفهوم الفلافونيدات
الفلافونيدات عبارة عن: مركبات فينولية متعددة ذات وزن جزيئي منخفض موجودة بشكل مطلق في النباتات، ولها نشاط بيولوجي وكذلك دور حيوي في التركيب الضوئي وقد بدأ البحث عن الفلافونويد عام ١٩٣٦ عندما قام العالم الهنغاري ألبرت زينت-جيورجي بالكشف عن العالقة ما بين ّفيتامين ج النقي، والعوامل المشتركة المجهولة إلى الآن من قشور الليمون، وهو أول من أطلق مصطلح "سيترين"، وفي وقت الحق، "فيتامين P"
وجود الفلافونيدات
توجد عادة في الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور، والزهور، والشاي والعسل.
تركيبة الفلافونيدات
وتتكون الفلافونيدات من خمس عشرة ذرة كربون أساسية (ست ذرات كربون – ثلاث ذرات كربون – ست ذرات كربون)، والتركيبة الأساس للفلافونيدات هي نواة ٢ - فينيل بنزو- جاما - بيرون والتي تتكون من حلقتي بنزين (A وB) ترتبط من خلال حلقة بيرانية غير المتجانسة C.
وظائف الفلافونيدات و الخواص الدوائية
تكمن وظيفة الفلافونويدات وخاصة الانثوسيانينات التي تتألف من مجموعة صبع الفلوكوسيد المسؤولة عن تنوع الألوان، وخاصة الأحمر والبنفسجي والأزرق في الأزهار والفواكه وتسهم في عملية التلقيح والأنثوسيانينات قابلة للذوبان في الماء، وعادة تظهر في عصارة الخلية المائية. فالانثوسيانينات ذات الأملاح الحامضية تكون حمراء بينما الأملاح القاعدية تكون زرقاء والأنثوسيانينات الحرة تكون ذات لون بنفسي واختلاف درجات اللون للأزهار سبها وجود بعض الأنثوسيانينات في أوساط مختلفة حامضي قاعدي أو متعادل أما وجود الفلافونويدات في الأوراق فإنها تعزز فسيولوجية بقاء الوظائف للنبتة عن طريق حمايتها من العدوى الفطرية والأشعة فوق البنفسجية والإشعاعات وبالإضافة إلى ذلك فإن الفلافونويدات تستخدم في نقل الطاقة وضبط التنفس والتركيب الضوئي والتكون التشكيلي، وتحديد الجنس، كما أن الفلافونيدات هي جزء لا يتجزأ من النظام الغذائي للإنسان والحيوان.
كما تمتلك الفلافونويدات بنيات كيميائية مختلفة وقد حظيت حديثًا باهتمام كبير لأنشطتها الحيوة الكبيرة، إذ تسهم في الدفاع الخلوي المضاد للأكسدة والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة المتعلقة بالإجهاد التأكسدي. حيث تقوم الفلافونويدات بالتأثير المضاد للأكسدة عن طريق تثبيط الإنزيمات المنتجة للجذور الحرة، أو إزاحة هذه الجذور واستخلاب المعادن أو تحريض تعبير الإنزيمات المضادة للأكسدة، وتجديد الأنظمة المضادة للأكسدة".
كما بينت كثير من الدراسات أن تناول الأغذية الغنية بالمركبات الفينولية خاصة الفلافونويدات لها تأثيرات إيجابية على الصحة، إذ تتميز الفلافونويدات بتأثيرات حيوية مختلفة وكمضادات التهاب". وكمضادات للحساسية". وكمضادات للبكتيريا"، ولها دور ايضا في الآتي :
1. مقاومة مرض السرطان :
بسبب خواصها المضادة للأكسدة قد يساعد اتباع حمية غذائية غنية بالفلافونيدات على خفض فرص الإصابة بعدة أنواع مختلفة من مرض السرطان، مثل: سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطانات القولون والمستقيم (Colorectal cancers).
ولكن يجب التنويه إلى أن لكل نوع من الفلافونيدات قدرة محتملة على مقاومة نوع بعينه من السرطانات، فعلى سبيل المثال:
قد تساعد الفلافونيدات من نوع الأنثوسيانيدينات على خفض فرص الإصابة بسرطان الرئة.
قد تساعد الفلافونيدات من نوع الفلافونولات على الوقاية من سرطان البروستاتا.
لذا ينصح الخبراء بالحرص على الحصول على أنواع مختلفة من الفلافونيدات من خلال التنويع في المصادر الطبيعية لهذه المركبات ضمن حميتك الغذائية اليومية.
2. تحسين الصحة العامة لجهاز الدوران :
قد يساعد الحصول على أنواع مختلفة من الفلافونيدات ضمن حميتك الغذائية على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية كذلك بعدة طرق مختلفة، إذ قد تساعد هذه المركبات على ما يأتي:
- تقوية الشعيرات الدموية وتخفيف حدة بعض الأعراض التي قد ترافق القصور الوريدي المزمن (Chronic Venous Insufficiency)، مثل: تورم القدمين، لا سيما عند استخدام نوع خاص من الفلافونيدات يدعى بهيدروكسي إيثيلروتوسيدات (Hydroxyethylrutosides).
- خفض مستويات ضغط الدم المرتفع، لا سيما عند استخدام الهيسبيريدين (Hesperidin) وهو نوع من أنواع الفلافونيدات التي تتواجد عادة بشكل طبيعي في الحمضيات، مثل: البرتقال.
3. فوائد لمرضى السكري :
قد يكون للفلافونيدات العديد من الفوائد المحتملة لمرضى السكري، إذ قد تساعد هذه المركبات على ما يأتي:
• خفض فرص إصابة مرضى السكري من النمط الثاني بأمراض القلب، خاصة النوبة القلبية.
• خفض مستويات الكولسترول.
• إبقاء مستويات سكر الدم تحت السيطرة.
• خفض مستويات مقاومة الأنسولين.
4. يكون لهذا النوع من المركبات النباتية العديد من الفوائد المحتملة الأخرى والتي لا زالت قيد البحث والدراسة، مثل:
• خفض فرص اكتساب الوزن الزائد.
• علاج بعض أنواع الأمراض الفيروسية ومقاومتها، مثل الأمراض والفيروسات الآتية: مرض انفلونزا الخنازير، وفيروس العوز المناعي البشري (HIV)، والمتلازمةُ التنفُّسية الحادَّة الشَّديدة (SARS).
• مقاومة بعض أنواع الالتهابات والأمراض الالتهابية، وتسكين الألم.
• تحسين صحة اللثة لدى الأشخاص المصابين بالتهابات اللثة.
• مقاومة بعض الأمراض العصبية أو خفض فرص الإصابة بها، مثل الأمراض الآتية: مرض الزهايمر، ومرض باركنسون.
• مقاومة وتخفيف حدة بعض الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى، مثل: التهاب الكبد، وعسر الطمث، والبواسير، ومرض إعتام عدسة العين، وخلل وظيفة الانتصاب.
أنواع الفلافونيدات
للفلافونيدات عدة أنواع مختلفة ، ولكن لم يُجمع الخبراء حتى اللحظة على طريقة تصنيف موحدة للمركبات التي تندرج تحت هذا النوع من مضادات الأكسدة.
فعلى سبيل المثال يقوم أحد الأنظمة على تصنيف وتجزئة الفلافونيدات إلى الأنواع والمجموعات الرئيسة الآتية :
• (lsoflavones).
• (Anthocyanidins).
• (Flavonols).
• (Flavans).
• (Flavanones).
• (Flavones).
الملخص
- مركبات الفلافونويد هي مركبات ذات الأصل النباتي المسؤولة عن إعطاء النباتات وثمارها (بما في ذلك الخضروات) مظهرهم الملونة، وهناك 4،000 نوع فرعي من الفلافونويد وجميعهم تقدم مجموعة واسعة من الفوائد الصحية
- تلقت الفلافونيدات الكثير من الاهتمام في البحث العلمي على مدار العشرون سنة الماضية، وكان لها العديد من الآثار المفيدة والمحتملة حيث تتمتع الفلافونيدات بالعديد من المزايا الرائعة كمركبات طبيعية مقارنة بالعوامل العلاجية لأن العديد من الوجبات الغذائية غنية بهذه المركبات ويتم امتصاصها بسهولة في الأمعاء بعد تناولها وخاصة الفلافونيدات التي لها تأثيرات إيجابية على الصحة كمضادات للأكسدة، ولالتهاب، وللحساسية والبكتريا، كما تحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان و تثبيط لأنزيمات. ويعود التأثير الوقائي للفلافونيدات من الأمراض أساس إلى تأثيرها المضادة للأكسدة والبحث الحديث في الخواص البيولوجية للفلافونيدات
الخاتمة
الفلافونويدات هي عبارة عن مواد كيميائية نباتية تلعب دورًا مهما في تعزيز الفوائد الصحية للإنسان، إنها مصادر جيدة لمضادات الأكسدة الطبيعية في النظم الغذائية البشرية. وهذه المركبات تحييد الآثار الضارة للجذور الحرة في أفضل الطرق، وبالتالي تساعد في الوقاية من الأمراض لهذا فإنه من المتعارف عليه أن الوقاية والعلاج من الأمراض يتم باستخدام المواد الكيميائية النباتية وخاصة الفلافونويدات في الوقت الحالي، يوصي بتناول الفواكه والخضروات والمشروبات مثل الشاي التي تحتوي على الفلافونويدات . وتنوع الفلافونويدات المتواجدة في الطبيعة يمكنها من اكتسابها الخصائص الفيزيائية والكيميائية والفسيولوجية، فالعلاقة بين الهيكل والوظيفة للفلافونيدات مثال للأنشطة البيولوجية الرئيسية والفعالية الطبية للعديد من الفلافونويدات تكمن كمضادات للأكسدة وللالتهاب وللحساسية والبكتريا كما تحمي من أمراض القلب والأوعية وأمراض السرطان. وتستخدم هذه المواد بشكل كبير في البلدان النامية وتحقيق المزيد من الإنجازات يوفر رؤى جديدة، وسوف يؤدي بالتأكيد إلى عهد جديد من العوامل الصيدلانية التي تعتمد على الفلافونويدات لعلاج العديد من الأمراض المعدية. ومن أجل اكتشاف تقدم هذا الخيار البديل لاستخدام المركبات الكيميائية النباتية يجب إجراء مسح للنباتات الطبية جنبا إلى جنب مع إجراء بحوث مكثفة عليا يجب استخدام المركبات المستهدفة في البحوث الطبية الحيوية والصيدلانية بدءًا من المختبر وفي الجسم الحي وخطوة التجربة السريرية لتقييم السلامة والفعالية وأيضا الآثار الجانبية للمركبات المرشحة للاختبار.
المصادر
1. http://www.alriyadh.com/630970
2. https://www.slideshare.net/roshniannbaby/flavanoids
3. Tripoli, E., Guardia, M.L., Giammanco, S., Majo, D.D., Giammanco, M., (2007). Citrus flavonoids:
4. Balaban, R.S., Nemoto, S. Finkel, T.,(2005). Mitochondria, oxidants, and aging. Cell; 120(4): 483-495.
5. https://www.univ-setif.dz/images/stories/documentpdf/magister/2009/Fac%20S/MGDJARMOUNImeriemBIO09.pdf
6. Healthline. Kathryn Watson. Retrieved on the 22th of May, 2020, from https://www.healthline.com/health/what-are-flavonoids-everything-you-need-to-know#health-benefits
7. Livescience. Jessie Szalay. Retrieved on the 22th of May, 2020,from
https://www.livescience.com/52524-flavonoids.html
8. Journal of medical & pharmaceutical Sciences
كتابة: هدير ابراهيم