المقدمة
يعد العلاج الأسري نوعًا من الاستشارة النفسية (العلاج النفسي) التي يمكن أن تساعد أفراد العائلة على تحسين التواصل وحل النزاعات.
يُقدم العلاج الأسري عادةً طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي سريري أو معالج مُرخص. تخرج هؤلاء المعالجون في الجمعية الأمريكية للزواج والعلاج الأسري (AAMFT) أو استكملوا دراسات عليا بها، قد يكونون معتمدين منها ، وغالبًا ما يكون العلاج الأسري قصير الأجل. ويمكن أن يتضمن جميع أفراد الأسرة، أو من يستطيع منهم المشاركة أو يرغب فيها. ستعتمد خطتك المحددة على وضع عائلتك. يمكن أن تعلمك جلسات العلاج الأسري مهارات لتوطيد العلاقات العائلية وتخطي الأوقات العصيبة، حتى بعد الانتهاء من الجلسات العلاجية.
مفهوم التشخيص الأسرى
ويستند مفهوم التشخيص الأسرى بإعتماد العلاج الأسري، على الفلسفة بأن الفرد هو جزء غير منفصل عن المجموعة الاجتماعية التي تنتمي إليها وهي العائلة. لهذه الوحدة الاجتماعية قوانين، مبنى، تاريخ وثقافة. العلاج الأسري لا يتمحور بالفرد ومشاكله وإنما يشخص ويعالج العائلة كوحدة ونظام
مبادئ العلاج الأسرى
هناك ثلاثة مبادئ يرتكز عليها العلاج الأسرى:
1) أن الحياة النفسية للفرد لا تقتصر على تفاعلات داخلية حيث يؤثر الفرد على من حوله ويتأثر منهم. ويشكل الفرد جزءًا من النظام Sub-System لذلك من الضروري فهم النظام بكليته وبجميع أجزائه.
2) تساهم التغيرات في مبنى العائلة بالتأثير على تصرفات ونفسية الفرد بداخلها.
3) يصبح المعالج جزءًا من نظام الأسرة التي يعالجها. ووجوده يخلق نظامًا جديدًا يؤثر على أفراد العائلة.
خصائص الأسرة
1) الأسرة جماعة اجتماعية تتكون من أشخاص لهم رابطة تاريخية وتربطهم ببعض صلة الزواج والدم والتبني.
2) غالباً يقيمون أصحاب الأسرة في مسكن واحد.
3) الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية للطفل.
4) للأسرة نظام اقتصادي خاص من حيث الاستهلاك وإنتاج الأفراد.
5) الأسرة هي المؤسسة والخلية الاجتماعية الأولى في بناء مجتمع وهي الحجر الأساسي في استقرار الحياة.
أبرز اهتمامات علم النفس الأسري
1- الأسرة وخصائصها ومراحل أفرداها. 2- مسؤولية الأسرة تجاه مطالب الطفل وحاجاته وكيفية اشباع تلك الحاجات.
3- التنشئة الاجتماعية للطفل في الأسرة والعوامل الأساسية المساهمة لنجاحها.
4- أنواع الأزمات والصراعات الأسرية ومسبباتها 5- التوافق الأسري وأساليبه.
5- وسائل العلاج والتوعية الأسرية.
مراحل تطور دراسة الأسرة
إذا تتبعنا تاريخياً مراحل التطور التي مرت بها دراسة الأسرة نجد أن هناك عدة فترات تاريخية هي:
(1) المرحلة الأولى :
أن المجتمعات القديمة البدائية اعتمدت في معيشتها على الحياة البسيطة من الصيد والزراعة والتجارية، وهي المرحلة التي تسمى بالمرحلة القديمة أو البدائية. ويشير احمد الخشاب (1999م) إلى أن نطاق الأسرة في المجتمعات القديمة أخذ يضيق عما كان عليه في المجمعات التوتمية؛ وبطل تقديسهم لها واصبحوا يعتقدون بانحدارهم من عصبیات واجداد وأصول معروفة تاريخية، وكان رب الأسرة في هذه المجتمعات هو الذي يمتد نطاقها، ويعطى له المجتمع مطلق السلطة في ذلك. فكان من سلطتة ان يضيف إلى الأسرة من يشاء من الأفراد حتى لو لم يكونوا من أصلاب عائلته، فنطاق الأسرة كان خاضعة لتصرفات كبير العائلة، ورهن مشيئته.
وفي الجاهلية انتشرت ظاهرة واد البنات بين قبائل العرب، كما قامت الأسرة على الإدعاء، حيث لا يلحق الولد بوالده إلا إذا رضي به، حتى لو أنه من لحمه ودمه، وجاء الإسلام بعد ذلك وحارب ذلك بقوله تعالى:
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿5﴾ . سورة الاحزاب
(2) المرحلة الثانية :
وقد تسمى بالمرحلة الفلسفية، ومن أوائل الفلاسفة (1) الذين تعرضوا للأسرة الفيلسوف كونفوشيوس (Confucius)، الذي قام بعمل أول بحث عن أهمية الأسرة في النظام الاجتماعي، حيث قال أن المجتمع الفاضل يعتمد أساسا على الأسرة، والأسرة يمكن أن تستقر، إذا ما أصلح الفرد نفسه) ومن الذين تحدثوا عن الأسرة أيضا، في هذه المرحلة، أفلاطون، حيث حاول أن يضع نظام الأسرة من خلال الجمهورية الفاضلة، وشرح النظام الاجتماعي المثالي للأسرة قبل ألفي سنة تقريباً. ولقد حاول أفلاطون أن يفرق بین طبقات الأسر المختلفة في المجتمع فهناك نمط الأسرة عند الأفراد العاديين، الذين تنسب إليهم صفة الحكمة، وأيضا نمط الأسرة عند طبقة الحراس والزراع والتجارة التي من خلالهم حاول أن تحقق الثبات والاستقرار الاجتماعي في المجتمع
وبعد ذلك جاء ارسطو الذي دعا إلى ضرورة المحافظة على كيان الأسرة وبين أن الأسرة مكونة من الوالدين والأبناء، وفئة أخرى عدهم من ضمن الأسرة وهم العبيد. وإذا انتقلنا إلى فلاسفة المسلمين، نجد ان هناك الكثير منهم تحدثوا عن الأسرة، ومنهم ابن خلدون، الذي حاول أن يهتم بدراسة نظام الأسرة والقبيلة من خلال علم العمران البشري، وما يتصل به من دراسة العمران اليدوي والعمران الحضري
اما الغزال فقد أشار إلى المسائل الاقتصادية والجغرافية والاجتماعية المتعلقة بالأسرة، وتحدث عن الأسرة من خلال اهتمامه بتربية الطفل، وما يتصل بذلك للوالدين في الأسرة ودورها في عملية التنشئة من أسلوب الثواب والعقاب الاجتماعية السليمة للأولاد
أهم أسباب الدراسات الأسرية
ما أكدته الدراسات من تأثير العلاقة بين الأبوين والاطفال في نمو شخصياتهم وفي مظاهر النمو العقلي واللغوي والاجتماعي والانفعالي لديهم.
ما أكدته آراء التحليلين القدامى والجدد وغيرهم من تأثير الخبرات المبكرة في سلامة الشخصية وفي الصحة النفسية على المستقبل .
وجود النظرة التقليدية إلى تأثير الوراثة الاسرية، وتأثير اتجاهات الاسرة وأساليبها في التنشة الاجتماعية، ومستواها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في ذكاء الأطفال وامكاناتهم العقلية والجسمية والنفسية وعلاقاتهم الاجتماعية ما كشفت عنه دراسات الصحة النفسية من وجود علاقة بين انماط التفاعل الأسري والعلاقات الأسرية، وبين ما يصاب به الأبناء من اضطرابات أو ما يتعرضون له من انحرافات سلوكية.
المشكلات التى يواجها التشخيص الأسرى
1) عدم وضوح الطرق المتعلقة بإشراك الأطر المرجعية في العملية العلاجية الإكلينيكية الأمر الذي ينعكس بدوره على تطوير الأدوات التشخيصية الأسرية مما يجعلها قليلة.
2) الثغرة الكامنة بين مستوى تطور التداخلات العلاجية والأدوات التشخيصية.
3) قلة استخدام المتخصصين الإكلينيكيين الممارسين للأدوات التشخيصية الأسرية النوفرة.
الإتجاهات الأساسية فى العلاج العائلى
تختلف هذه الإتجاهات فيما بينها فى إعتمادها على فنيات الإتصال وهى
1) الإتجاه السيكودينامى
2) الإتجاه السلوكى
3) الإتجاه المعرفى
4) الإتجاه النسقى
5) الإتجاه البنائى
المصادر
مصالحة، شفيق. [علم نفس فلسطين-رام الله]. فلسطين: دائرة التعليم المستمر. {استشهاد بكتابي} بوابة علم النفس ، بوابة علم الاجتماع
أبو زيد، نبيلة.(2011)علم النفس الأسري. ط1، القاهرة: عالم الكتب ص
الكندري، أحمد(1992). علم النفس الأسري. ط2، القاهرة:مكتبة الفلاح، ص21
أبو زيد ،نبيلة. (2011 ).علم النفس الاسري ، ط1، القاهرة: عالم الكتب ص 13
↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب الكندري، احمد (1992). علم النفس الأسري. ط2، القاهرة:مكتبة الفلاح، ص19
الكندري، احمد.(1992). علم النفس الأسري. ط2، القاهرة:مكتبة الفلاح، ص25
الكندري، أحمد. (1992). علم النفس الأسري. ط2، القاهرة:مكتبة الفلاح، ص 29و 30
الكندري، احمد.(1992). علم النفس الاسري، ط2، القاهرة:مكتبة الفلاح، ص145
[1] الأسرة وصحتها النفسية المقومات الديناميات العمليات ، مصطفى حجازي ، الطبعة الأولى.
^ [2]علم النفس الأسري ،أحمد الكندري،الطبعة الثانية.
^ [3] الأسرة والتوافق الأسري ،كمال إبراهيم مرسي، الطبعة الأولى، الجزء الثاني.
^ (PDF) https://web.archive.org/web/20181103210301/http://saaid.net/book/20/13276.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-11-03.
كاتبة: دريد حمدان