مفهوم الإشراف التربوي لغة:- لفظ مشتق من شرف والشرف هو العلو والمكان العالي و(أشرف عليه) أي تولاه وتعهده بالرعاية.
الإشراف التربوي اصطلاحا:- في حقيقته هو مجموعة من العمليات والخدمات التي تسعى في تكاملها إلى تطوير وتجويد العملية التعليمية، وهو أحد العناصر المهمة في منظومة التربية التي تعتمد عليها باقي المنظومات في الدولة، ولكي يُحقق الإشراف التربوي الأهداف المرجوة منه تَعين على المشرف استخدام أساليب واستراتيجيات شتى، يتنقل فيما بينها ويتخير منها حسب الموقف التعليمي في الميدان التربوي.
أهداف الإشراف التربوي
• تعريف المعلمين بأهداف السياسة التعليمية للدولة وتذكيرهم بأبرز محاور رؤية الوطن الطموحة.
• تحسين الموقف التعليمي، بنقل المتعلم من المتلقي إلى المشارك، ونقل المعلم من ملقن إلى موجه ومحفز.
• تأهيل الأطر (الكوادر) البشرية من معلمين أو قادة وصقل مهاراتهم وتوجيه إمكاناتهم بما يحقق أهداف مشاريع وبرامج الوطن.
• تسليط الضوء على الموقف التعليمي لإبراز محاسنه وتلافي سلبياته.
• تقديم الدعم المناسب للفئة الأولى بالرعاية من المعينين والمنقولين حديثاً وذوي الأداء المتدني.
• تمكين المعلمين المميزين في أدائهم، بتشجيعهم على تقديم المبادرات ونقل خبراتهم لغيرهم.
• إعداد التقارير الذكية التي تبرز أفضل ما في الميدان والرفع بها لصاحب القرار.
• معالجة الملاحظات بأساليب حديثة وخطط علاجية مدروسة.
• الاستفادة من كل ما يستجد من أساليب تربوية وأحداث علمية ومعلومات تخصصية وتقديمها بصورة يسهل تطبيقها في الميدان.
• تيسير دمج التقنية في التعليم في أغلب الممارسات التعليمية وفق ما يستجد من برامج ومنصات إلكترونية.
خصائص الإشراف التربوي الفعال
يتصف الإشراف التربوي بعدد من المميزات التي تساعد كل العاملين والمتأثرين بالعملية التعليمية, ومن هذه الخصائص:
1-أنه عملية إنسانية تقوم على الثقة بين المعلم والمشرف.
2-أنه عملية قيادية تتمثل في قدرة المشرف على التأثير على المعلم من أجل تحسين عملية التعليم والتعلم وتحقيق الأهداف.
3-الإشراف عملية شاملة تعني بجميع العوامل المؤثرة في تحسين البيئة التعليمية وتطويرها.
4-الإشراف التربوي عملية مرنة متطورة لا تعتمد أسلوباً واحداً وإنما أساليب متنوعة لتحقيق هدف تربوي محدد.
أساليب الإشراف التربوي
الأسلوب هو الطريقة التي يتبعها المشرف لتحقيق أهداف العملية الإشرافية، فمن الأساليب الإشرافية ما يعد أساسياً ليمارَس مع جميع المعلمين على اختلاف أوضاعهم وقدراتهم مثل الزيارة الصفية، ومنها ما يفرضه الموقف التعليمي أو حاجة الميدان التربوي، وقد يجمع أسلوب إشرافي واحد تحقيق مجموعة أهداف معا، و ينبغي أن ننوه أن تنفيذ الأساليب المُحققة للأهداف يرتبط بشكل قوي بالتخطيط على كافة مستوياته الاستراتيجية والتشغيلية والتطويرية والعلاجية وهو لُب العملية الإشرافية التي لا يصح أن تسير بدون تخطيط مرتبط برؤية ورسالة وأهداف وقيم، ولعلي هنا أذكر الأشهر منها والأكثر استخدامًا:
1- الزيارات الصفية
زيارة المعلم في صفه بتخطيط مسبق أو بصورة مفاجئة لحضور درس أو تشخيص مستوى الطلاب، وهي من أهم الأساليب الإشرافية وأكثرها شيوعاً ومن خلالها يحقق المشرف الأهداف التالية:
• الوقوف على نقاط القوة والضعف لدى المعلمين والطلاب.
• قياس أثر التدريب على برنامج تطويري أو علاجي خضع له المعلمون.
• معاينة الموقف التعليمي على أرض الواقع.
• استشراف المستقبل من خلال الحاضر.
• قياس مدى مناسبة أساليب إدارة الصف للمرحلة الدراسية المعينة.
• تشخيص الواقع الفعلي لدمج التقنية في التعليم بالطريقة الفعالة.
• رصد الاتجاهات الإيجابية لدى الطلاب من اعتزاز بالدين وانتماء للوطن.
• تقنين تقييم الأداء الوظيفي للمعلم وفق بنود ومحاور معينة.
2- المداولات الإشرافية
وهي مناقشات بين المشرف والمعلم، و تتم غالباً بعد الزيارة الصفية، بهدف التركيز على الإيجابيات لدعمها وتمكينها، وغض الطرف عن السلبيات الصغيرة، مع الإشارة إليها بطريقة غير مباشرة، ويحبذ أن لا يعطي المشرف رأيه في جميع تفاصيل الزيارة بمفرده ويجعل المعلم يأخذ دور المتلقي فقط، بل يدع له مساحة يقيم فيها ذاته وفق محاور مقننة، ويقدم له البدائل الممكنة التطبيق.
3- تبادل الزيارات بين المعلمين
أسلوب إشرافي فعال يترك أثراً في نفس المعلم سواء الزائر أم المزار، أما الزائر فيزداد ثقة وانطلاقاً نحو المزيد من العطاء المميز، وأما المزار فيزداد خبرة وتقبلاً لأفكار واستراتيجيات تدريس ربما كان يظن استحالة تطبيقها، وهي عادة تتم بناء على تخطيط مسبق من المشرف وتنسيق مع المزار والزائرين وقد تتم بحضوره أو بدونه وقد تتم بحضور المشرف معهم أو بدونه.
4- الدروس التطبيقية
الدرس التطبيقي هو نشاط علمي يقوم به المشرف التربوي أو أحد المعلمين المتميزين بحضور عدد من المعلمين بهدف قياس ملاءمة الأفكار النظرية المطروحة للتطبيق العلمي في الميدان، ومن آثاره الإيجابية إتاحة تقبل الأفكار الجديدة وبالتالي تسهيل الشروع في تطبيقها على نطاق واسع، وكذلك يساهم الدرس التطبيقي في تقريب وجهات النظر بين المعلمين والمشرفين مما له أحسن الأثر في تجويد العملية التعليمية.
5- المشغل التربوي ( الورشة التربوية )
هو نشاط تعاوني عملي تجتمع فيه مجموعة من المعلمين تحت إشراف مشرف أو أكثر، وتحدد له أهداف و محاور معينة، ويتعاون المشاركون لدراسة المحاور وتبادل الأفكار والخبرات للخروج بأفضل النتائج لصالح العملية التعليمية.
6- النشرات الإشرافية
هي وسيلة اتصال كتابية يقوم أو يساهم المشرف التربوي في إعدادها وتوزيعها على المعلمين، بهدف توفير مصدر مكتوب يسهل الرجوع إليه وقت الحاجة لشرح آلية عملية معينة، أو تعميم خبرة أو خطة إرشادية لوسيلة تعليمية أو نظام اختبارات أو غير ذلك.
7- الندوات التربوية
وهي التنسيق لعرض قضية أو موضوع محدد، بقيادة مشرف أو عدد من المشرفين بحضور عدد من المعلمين و التربويين، ثم فتح المجال بعد ذلك للمداخلات الهادفة بهدف إثراء خبرة محددة بأكثر من رأي، وإتاحة الفرصة لنقاش مثمر في أهم القضايا التربوية، بما يحقق تقارب وجهات النظر ويحقق النمو المهني للجميع.
8- البحث الإجرائي
هو نشاط إشرافي تشاركي يقوم به المشرف بمفرده أو بمشاركة غيره من الزملاء أو المشرفين يهدف إلى دراسة مشكلة معينة في الميدان بتجريب بعض الأفكار والأساليب واختبار مدى صحتها وصلاحيتها وتلبيتها لحاجات الميدان التربوي، ومن أبرز أثاره الإيجابية المساهمة في التطوير المهني وحسم الخلاف في بعض المشكلات بتقديم حلول مقنعة.
9- التعليم المصغر
هو ممارسة أحد المعلمين لاستراتيجية معينة من استراتيجيات التدريس أمام عدد قليل من زملائه بهدف تحليل العملية التعليمية من قبلهم وتحليل أدائه إلى مجموعة من المهارات السلوكية والعمل على تقويتها بهدف التحسين والتطوير. ومن ثماره الاستفادة من التغذية الراجعة المقدمة من شركاء وزملاء المهنة.
10- المعارض التعليمية
و هي محافل تربوية تقيمها الوزارات أو الجهات المعنية بالتربية والتعليم والتقنية لتعرض فيها أحدث الكتب والنشرات والوسائل التعليمية والتقنيات التي من شأنها العمل على تجديد الخبرة وكسر الجمود، أو ينظمها المشرف التربوي بمشاركة غيره من المشرفين أو المعلمين لعرض أبرز الأعمال المميزة والتجارب التربوية الرائدة لتحسين وتطوير العملية التعليمية.
أنواع الإشراف التربوي ومراحلها ومميزاتها
وقد تنوعت اتجاهات الباحثين والمتخصصين في الإشراف التربوي في الطرق الأنسب لعملية الإشراف، وكل اتجاه ينطلق من أسس تربوية نظرية تؤطر طريقته، أو يلحظ جانبا من جوانب العلمية التربوية ويركز عليه. وفيما يلى عرض لأهم الاتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي، يشمل أهم بيان أسسها النظرية وتطبيقاتها التربوية مع تقديم ما وجه إليها من نقد.
أهمية الاطلاع على أنواع الإشراف التربوي واتجاهاته المختلفة
عرض هذه الأنواع من الإشراف التربوي لا يعني أن ألمشرف لا بد أن يحيط بها ويتقنها، أو أن أحدها هو الأفضل والحل الأمثل لمشاكل التعليم. بل المقصود أن يطلع المشرف التربوي على الاتجاهات المختلفة في حقل الإشراف التربوي ويعرف الأسس الفكرية والتربوية التي كانت سببا في ظهورها. وهذا يعطي المشرف التربوي منظورا أكبر وخيارات أكثر للعمل في حقل الإشراف. وهذه الأنماط والاتجاهات مفتوحة للتطوير والتعديل بما يناسب شخصية المشرف أو بيئته التربوية. إذا المتأمل لها يرى أنها تتداخل مع بعضها و تستفيد من بعض.
اولاً :- الإشراف الصفي (الإكلينيكي):
ظهر هذا الاتجاه على يد جولد هامر و موريس كوجان و روبرت أندرسن الذين عملوا في جامعة هارفرد في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات الميلادية. وقد جاءت تسميته نسبة إلى الصف الذي هو المكان الأصلي للتدريس. وهو يركز على تحسين عملية التدريس في الصف، معتمدا على جمع المعلومات الدقيقة عن سير عملية التدريس في الصف. و (قد كان) الهدف الرئيس من عملية الإشراف الصفي هو منح المعلم الفرصة لينال (تغذية راجعة) معلومات راجعة تمكنه من تطوير مهارات التدريس التي لديه. (كوجان 1973 ص 36).
ويحتاج الإشراف الصفي إلى وجود ثقة متبادلة بين المشرف (أو المدير) وبين المعلم. إذ أنه لا بد من المشاركة الفاعلة من المعلم، بحيث يتفق هو والمشرف على السلوك المراد ملاحظته، ويقومان بتحليل العلومات الملاحظة ودراسة نتائجها. ودون تلك الثقة المتبادلة والتعاون لا يمكن أن يحقق الإشراف الصفي هدفه. وهذا من جملة الانتقادات التي وجهت لهذا النوع من الإشراف، فتلك الثقة وذلك التعاون لا يمكن الجزم بوجودهما في كثير من الأحيان.
مراحل الإشراف الصفي
اختلفت آراء الباحثين حول مراحل عملية الإشراف الصفي. ومرد ذلك إلى الاختلاف إلى أن بعضهم يفصل المراحل ويجزؤوها والبعض الآخر يدمج بعضها في بعض. وفي الجملة تمر عملية الإشراف الصفي بثلاث مراحل:-
1-التخطيط.
2-الملاحظة.
3-التقييم والتحليل.
وعلى سبيل التفصيل يقترح (كوجان) ثمان مراحل: –
1- تكوين العلاقة بين المعلم والمشرف.
2-التخطيط لعملية الإشراف.
3-التخطيط لأساليب الملاحظة الصفية.
4-القيام بالملاحظة الصفية.
5-تحليل المعلومات عن عملية التدريس.
6-التخطيط لأسلوب النقاش الذي يتلو الملاحظة والتحليل.
7-مناقشة نتائج الملاحظة.
8-التخطيط للخطوات التالية.
وواضح أن هذه الخطوات يمكن دمج بعضها في بعض، ولذلك يقترح جولدهامر خمس مراحل.
1- نقاش ما قبل الملاحظة الصفية:
وفيه يتم تهيئة المعلم لعملية الإشراف الصفي وتقوية العلاقة معه وزرع روح الثقة بينه وبين المشرف ببيان هدف المشرف التربوي من عملية الإشراف. ويتم الاتفاق على عملية الملاحظة وأهدافها ووسائلها وحدودها. فهذه المرحلة مرحلة تهيئة وتخطيط لدورة الإشراف الصفي.
2- الملاحظة:
وفيها يقوم المشرف بملاحظة العلم في الصف وجمع المعلومات بالوسيلة المناسبة. (انظر مقال: الملاحظة الصفية).
3-تحليل المعلومات واقتراح نقاط بحث.
في هذه المرحلة يقوم كل من المعلم والمشرف على انفراد بتحليل المعلومات التي جمعت في الفصل ودراستها وتحديد نقاط ومسار النقاش في المداولة الإشرافية.
4-المداولة الإشرافية:
وفيه تتم المراجعة السريعة لما تم إنجازه في ما مضى من دورة الإشراف الصفي ومدى تحقق الأهداف. ويناقش فيه ما تم ملاحظته في الصف، وبماذا يفسر.
5-التحليل الختامي:
يتم في هذا التحليل الختامي تحدي ما تم في المداولة الإشرافية وما توصل إليه فيها من نتائج. أيضا يتم فيها تقييم عملية الإشراف الصفي التي تمت وتحديد مدى نجاح وفعالية كل مرحلة من المراحل. وكذلك يتم فيها تقييم عمل المشرف، من قبل المعلم، ومدى مهارته في إدارة مراحل الإشراف الصفي. وبالجملة فهذه المرحلة هي مرحلة التقييم والتوصيات لعملية الإشراف التي تمت بين المعلم والمشرف.
النقد:-
الإشراف الصفي فعال في دفع المعلمين للسعي في تطوير أنفسهم، وبالتالي تحسن عملية التدريسي. إلا أنه يؤخذ عليه الملاحظات التالية:-
1-هذا النوع يحتاج إلى قدر كبير من الثقة والتعاون المتبادلين بين المعلم والمشرف، وهو أمر قليل الوجود.
2-المستفيد الأكبر هو المعلم الجيد الذي لديه الرغبة في تطوير نفسه، بينما الأجدر بالمساعدة هو المعلم الضعيف والذي ليس عنده دافعية لتطوير نفسه.
3-هذا النمط يركز على السلوك الصفي الظاهر للمعلم، ويغفل جوانب السلوك الأخرى، وكذلك سلوك المعلم مع التلاميذ في المحيط التعليمي خارج الصف.
4-يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين في الإعداد والتنفيذ والمتابعة.
5-يحتاج من المشرف إلى خبرة ومهارة في إدارة مراحله المختلفة وبناء علاقة وثيقة مع المعلم.
ثانياً :- الإشراف التطوري:-
يعود ظهوره إلى الدكتور (كارل جلكمان). والفرضية الأساسية فيه هي أن المعلين راشدون، و أنه يجب على الإشراف الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التطورية التي يمرون بها. فعلى المشرف التربوي أن يعرف ويراعي الفروق الفردية بين المعليمن. وفكرة الإشراف التطوري هي أن هناك عاملين أساسيين يؤثران على أداء المشرف وتعامله مع المعلم.
1-نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها.
2-صفات المعلم.
نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها
نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها، تملي عليه عشرة أنماط من السلوك. وهذا الأنماط من السلوك تحدد ثلاث طرق للتعامل في الإشراف التربوي: الطريقة المباشرة، الطريقة غير المباشرة، الطريقة التعاونية.
الطريقة غير المباشرة:-
1-الاستماع. 2- الإيضاح.3- التشجيع.
الطريقة التعاونية:-
3- حل المشكلات. 5- الحوار "المناقشة”. 6- العرض.
الطريقة المباشرة:-
7-التوجيه (الأمر). 8-إعطاء التعليمات. 9- التعزيز.
ففي الطريقة المباشرة يميل المشرف إلى السيطرة على ما يجري بين المشرف والمعلم، وهذا لا يعني بالضرورة أن المشرف متسلط أو عشوائي الطريقة، بل المقصود أن المشرف يضع كل شيء يريده من المعلم ويشرحه بدقة ويبين له ما هو المطلوب منه. فهذه الطريقة تفترض أن المشرف يعلم أكثر من المعلم عن عملية التعليم، وعليه فإن قرارات المشرف المشرف أكثر فعالية من ترك المعلم يختار لنفسه. (جلكمان 1999).
وفي الطريقة التعاونية يتم الاجتماع مع المعلم لبحث ما يهم من أمور، وينتج من هذا الاجتماع خطة عمل.
والطريقة غير المباشرة تقوم على افتراض أن المعلمين قادرين على إنشاء الأنشطة والبرامج التربوية التي تساعد على نموهم المهني من خلال تحليل طرقهم في التدريس. فتكون مهمة المشرف هي تسهيل العملية والمساعدة فقط.
النقد:-
ولعل أهم ميزات الإشراف التطوري مراعات الفروق الفردية بين المعلمين، بحيث أنه لا يجب على كل المعلمين الخضوع لعملية إشراف واحدة. إلا أنه في الوقت نفسه يحتم على المشرف إلزام المعلم بأسلوب معين من الإشراف. بالإضافة إلى أن وضعه في فئة الأسلوب المباشر قد يجعله يظهر أمام بقية زملائه على أنه أقل ذكاء أو نضجا منهم.
ثالثاً :-الإشراف التنوعي
يرجع تطوير هذا النمط إلى آلان جلاتثورن. ويقوم على فرضية بسيطة وهي أنه بما أن المعلمين مختلفين فلا بد من تنوع الإشراف. فهو يعطي المعلم ثلاث أساليب إشرافية لتطوير قدراته وتنمية مهاراته ليختار منها ما يناسبه. وقد يكون هناك تشابه بينه وبين الإشراف التطوري، إلا أن الفارق بينهما هو أن الإشراف التنوعي يعطي المعلم الحرية في تقرير الأسلوب الذي يريده أو يراه مناسبا له، في حين أن الإشراف التطوري يعطي هذا الحق للمشرف.
وقبل الدخول في تفاصيل هذا النموذج ينبغي التنبيه إلى أن كلمة “مشرف” هنا تشمل كل من يمارس العمل الإشرافي، كمدير المدرسة أو الزميل، ولا تقتصر على من يشغل منصب المشرف التربوي.
خيارات الإشراف التنوعي:-
أولاً:-التنمية المكثفة:-
وهو أسلوب مشابه للإشراف الصفي (الاكلينيكي)، إلا أنه يختلف عنه من ثلاثة وجوه:-
1-يركز الإشراف الصفي على طريقة التدريس، بينما أسلوب التنمية المكثفة ينظر إلى نتائج التعلم.
2-يطبق الإشراف الصفي ـ غالبا ـ مع جميع المعلمين، مما يفقده أهميته؛ في حين أن اسلوب التنمية المكثفة يطبق مع من يحتاجه.
4- يعتمد الإشراف الصفي على نوع واحد من الملاحظة، في حين أن أسلوب التنمية المكثفة يستفيد من أدوات متعددة. (جلاتثورن 1997).
ويؤكد جلاتثورن على ثلاث خصائص للتنمية المكثفة:-
1-أهمية الفصل بين اسلوب التنمية المكثفة وبين التقييم. لأن النمو يحتاج إلى علاقة حميمة ونوع من التجاوب والانفتاح.
2- بعد الفصل بين هذا الأسلوب والتقييم، يجب أن يقوم المعلم شخص آخر غير المشرف الذي شارك معه في هذا الأسلوب.
3-يجب أن تكون العلاقة بين الطرفين ـ المشرف والمعلم ـ علاقة أخوية تعاونية.
مكونات أسلوب التنمية المكثفة:-
هناك ثمان مكونات لأسلوب التنمية المكثفة:-
1-اللقاء التمهيدي. ويفضل أن يكون في اول العام الدراسي، بحيث يبحث المشرف مع المعلم الأوضاع العامة ويتحسس المشرف ما قد يحتاج إلى علاج، ويحاول توجيه العلاقة بينهما وجهة إجابية.
2-لقاء قبل الملاحظة الصفية. لقاء يتم فيه تراجع فيه خطة المعلم للدرس المراد ملاحظته، وتحدد فيه أهداف الملاحظة الصفية.
3-الملاحظة الصفية التشخيصية، حيث يقوم المشرف بجمع المعلومات المتعلقة بالجوانب ذات العلاقة بالأمر المراد ملاحظته، لتشخيص احتياجات المعلم.
4-تحليل الملاحظة التشخيصية. وفيها يقوم المعلم والمشرف، جميعا أو على انفراد، بتحليل المعلومات التي تم جمعها في الملاحظة، ومن ثم تحدد النقاط التي تدور حولها النشاطات التنموية.
5-لقاء المراجعة التحليلي. وفيه يتم تحليل خطوات الدرس وبيان أهميته لنمو المعلم.
6-حلقة التدريب. وهو لقاء يعطي فيه المشرف نوع التدريب والمتابعة لمهارات سبق تحديدها أثناء العملية التشخيصية. وتتكون حلقة التدريب تلك من الخطوات التالية:-
أ. التزويد بالمعلومات الأساسية لتلك المهارة.
ب. شرح تلك المهارة وكيف تؤدى.
ت. عرض المهارة عمليا.
ث. تمكين المعلم من التدرب عمليا وبطريقة موجهة، مع إعطاء معلومات راجعة عن وضعه.
ج. تمكين المعلم من التدرب المستقل، مع إعطاء معلومات راجعة عن وضعه.
٧-الملاحظة المركزة. وفيها يركز المشرف على ملاحظة تلك المهارة المحددة وجمع معلومات عنها.
8-لقاء المراجعة التحليلي المركز. وفيه تتم مراجعة وتحليل نتائح الملاحظة المركزة.
ويلاحظ أن هذه الخطوات معقدة نوعا ما وتستهلك الوقت، إلا أن جلاتثورن يعتذر عن هذا بأن هذه الطريقة سوف تطبق مع فئة قليلة من المعلمين.
ثانياً :-النمو المهني التعاوني:-
الخيار الثاني من خيارات الإشراف التنوعي هو النمو المهني التعاوني. وهو رعاية عملية نمو المعلمين من خلال تعاون منتظم بين الزملاء.
ثالثا -النمو الذاتي.
الخيار الثالث من خيارات الإشراف المتنوع هو النمو الذاتي. وهو عملية نمو مهنية تربوية يعمل فيها المعلم منفردا لتنمية نفسه. وهذه الطريقة يفضلها المعلمون المهرة وذوو الخبرة. ففي هذا الخيار يكون نمو المعلم نابعا من جهده الذاتي، وإن كان سيحتاج من وقت لآخر إلى الاتصال بالمدير أو المشرف.
يقوم المعلم بوضع هدف أو أكثر من أهداف النمو لمدة سنة. ويضع خطة لتحقيق هذا الهدف أو الأهداف، ثم ينفذ الخطة، وفي النهاية يقيم ويعطي تقريرا عن نموه. ودور المشرف هنا هو المساندة وليس التدخل المباشر.
ولنجاح عملية النمو الذاتي ينبغي مراعاة النقاط التالية:-
1 – إعطاء التدريب الكافي لمهارات الإشراف الذاتي، مثل:-
أ. وضع وصياغة الأهداف، فقد وجدت بعض الدراسات أن المعلمين يعانون من مصاعب في وضع الأهداف.
ب تصميم خطط واقعية وفاعلة لتحقيق الأهداف.
ج. تحليل تسجيلات المعلم نفسه، حيث إن كثيرا من المعلمين يجد صعوبة في ملاحظة نفسه وتحليل ما يراه مسجلا أمامه من سلوكيات التدريس.
د. تقييم التقدم والنمو.
2-إبقاء البرنامج بسيطا، وإبعاده عن التعقيد مثل الإكثار من الأهداف أو اللقاءات الإعدادية أو الأعمال الكتابية.
3-توفير المصادر اللازمة.
4-إيجاد وسائل للحصول على معلومات راجعة عن التنفيذ، فمن أهم عيوب هذا الأسلوب عدم وجود تلك الوسائل، فالمعلم يعمل لوحده، وليس لديه من يزوده بتلك المعلومات.
5-تشجيع المعلمين على العمليات التي تركز على التفكير والتأمل في عمل المعلم نفسه. ووضه ملف تراكمي لأداء المعلم يساعد على هذا.
ويلاحظ أن الإشراف المتنوع يسعى إلى الاستفادة من أساليب الإشراف الأخرى وتطويعها لتناسب أكبر قدر من المعلمين. كما أنه يحاول تزويد المعلمين بأكبر عدد من عمليات الإشراف وأنشطته ليتمكن كل معلم من اختيار ما يناسبه ويحقق نموه العلمي والمهني. فالمرونة من أهم سمات هذا الأسلوب الإشرافي وهي التي تعطيه القدرة على التكيف مع الأوضاع المدرسية المختلفة.
تعليمات خاصة بالإشراف التربوي
1) يقوم رئيس قسم الإشراف بإعداد خطة تتضمن متابعة:
• المشرفين ميدانياً.
• المعلمين من ذوي الأداء المتدني.
• المعلمين الجدد والمستجدين.
• المعلمين الآخرين.
• الطلبة المتميزين من طلبة الثانوية العامة.
• الاجتماعات على مستوى قسم الإشراف والأقسام الأخرى في المديرية.
• النمو المهني للمشرفين التربويين.
• المشاريع الريادية التي تنفذ على صعيد الإشراف التربوي.
• الدورات وورشات العمل والأيام الدراسية التي تعقد في المديرية ومتابعتها.
• الزيارات الميدانية بأنواعها.
• أمور إدارية أخرى.
2) يقوم رئيس قسم الإشراف بتزويد الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي بإنجازات: قسم الإشراف التربوي (الشهرية والفصلية)، ولجان المباحث التربوية، والنشرات التي تصدر عن قسم الإشراف وأمور أخرى.
3) يقوم كل مشرف أو مجموعة من المشرفين بإعداد خطة مشتركة للمبحث أو المرحلة التي يتم الإشراف عليها، بحيث يظهر فيها توزيع البنود والأدوار عليهم.
4) يحتفظ رئيس قسم الإشراف بملف خاص يضم خطط المشرفين والمشاريع الريادية، والاجتماعات والدورات، و… .
5) يقوم رئيس قسم الإشراف بالتنسيق مع مدير التربية والتعليم للإفادة من تقرير الأداء السنوي؛ من أجل إعداد قائمة مصنفة ومحوسبة تضم أسماء المعلمين حسب تقاديرهم ويوزعها على المشرفين كافة للإفادة منها في الزيارات بشكل عام، وفي زيارات المعلمين ذوي الأداء المتدني بشكل خاص؛ بهدف دعمهم ومساندتهم.
6) يقوم رئيس قسم الإشراف بتوزيع المعلمين على المشرفين التربويين بصورة منظمة وفق آلية تراعي مصلحة العمل دون تغليب الموقع الجغرافي للمشرف، وعليه تتم عملية تغيير ملفات البطاقات الإشرافية المعمول بها في العام الماضي قدر الإمكان.
7) يتم ترشيح منسق لكل مبحث إشرافي يزيد عدد مشرفيه على اثنين من قبل مدير التربية والتعليم ورئيس قسم الإشراف؛ بهدف تسهيل العمل، وتوفير الوقت، ورفع كفاية العمل.
8) تفعيل التنسيق بين المشرفين التربويين ومشرف التدريب فيما يتعلق بعقد الأيام الدراسية والدورات والاجتماعات وتقييم الدورات.
9) الاستمرار في متابعة المشرفين للمدارس الخاصة، والإشراف على المعلمين فيها.
10) بخصوص المدارس المدارة ذاتياً، فإن زيارة المعلمين فيها تتم بناء على طلب مدير المدرسة.
11) لا يحق للمعلم رفض زيارة المشرف التربوي له، وفي حال حدوث ذلك، فإن المعلم يتعرض للمساءلة من قبل لجنة يتم تشكيلها في مديرية التربية والتعليم، ويكون رئيس قسم الإشراف التربوي عضواً فيها.
12) يقوم مشرفو المباحث بالإشراف على المعلمين ضمن مباحث إشرافهم أو ضمن المرحلة التي يشرفون عليها.
13) إن مشرف الحاسوب، هو المخول بالإشراف على المعلمين الذين يدرسون مادة التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، ويتعاون معه مشرفو الرياضيات والعلوم عند الحاجة (فيما يخص مبحث التكنولوجيا).
14) فيما يخص مبحث العلوم، يتم الإشراف على المعلمين في المراحل العليا من قبل المشرف المختص (مشرف الفيزياء يشرف على معلم الفيزياء، وهكذا…)، أمّا المعلم الذي يدرس مادة العلوم العامة أو الثقافة العلمية، فيتم الإشراف عليه من قبل مشرف العلوم، بغض النظر عن تخصصه.
15) يـتولى مـهمة الإشراف علـى مبحث الـصحة والـبيئة، مـشرفا: الاقـتصاد الـمنزلي، والعلوم/أحياء، شريطة التنسيق الفعلي بينهما.
16) يتولى مشرف الاقتصاد المنزلي مهمة الإشراف على مبحث الثقافة التقنية، للصف العاشر الأساسي، وإلاّ فمشرف العلوم (فيزياء، كيمياء، العلوم الحياتية)، أو مشرف الرياضيات, إضافة إلى الإشراف على المباحث المقررة لهم.
17) يتولى مشرفو الاجتماعيات/ تاريخ، مهمة الإشراف على مبحث قضايا معاصرة، إضافة إلى الإشراف على المباحث المقررة لهم.
18) في حال وجود مشرف واحد لمبحث الاجتماعيات، فإنه يتولى الإشراف على مبحثي قضايا معاصرة، والإدارة والاقتصاد في حال عدم وجود مشرف لهذين المبحثين.
19) يقوم مشرفو اللغة الإنجليزية بالإشراف على معلمي اللغة الإنجليزية في المراحل كافة.
المراجع:-
١- كتاب أساليب الإشراف التربوي الأستاذ الدكتور علي يحيى اسماعيل
٢-كتاب تكنولوجيا التعليم وتعلم الأطفال للدكتور علاء رمضان جامعة سوهاج .
٣-كتاب مهارات ما وراء المعرفة للدكتورة رانيا جامعة سوهاج.
٤- سيشن التدريس الفعَّال للمحاضر محمد مجدي أكاديمية التدريس.
الكاتبة: شاهندة جابر
تصميم: نورا عبدالهادي