الصخور هي عبارة عن مجموعة من المعادن التي تراكمت في منطقة واحدة تحت ظروف معينة من الضغط ودرجة الحرارة والرطوبة.. وتنقسم الصخور حسب تكوينها إلى ثلاث أقسام وهي:-
- صخور رسوبية
- صخور نارية
- صخور متحولة
ويختلف كل صخر عن الآخر في الظروف التي تكون فيها والمعادن المكونة له والصخر الناري هو الذي يتكون من النار سواء كانت براكين مثارة أو نار في باطن الأرض وهذا هو موضوعنا عن الصخور النارية
الصخور النارية ورحلتها للخروج من باطن الأرض إلي سطح الأرض
تتكون الصخور النارية داخل باطن الأرض في سنين طويلة وذلك عن طريق اتحاد المعادن مع بعضها في درجات حرارة كبيرة وعالية جدا وعن طريق عملية إعادة البلورة يتكون الصخر الناري وإعادة البلورة تعني إعادة ترتيب الذرات أو العناصر المكونة لهذا الصخر الناري وبعد هذه العملية يبدأ الصخر رحلته بالصعود إلي السطح ويختلف نوع الصخر باختلاف مكان تكوينه فقد يتكون الصخر داخل القشرة الأرضية وذلك عن طريق التداخل في الفراغات الموجودة بين الصخور الأخري ولذا يسمي هذا النوع بالصخور المتداخلة أو الجوفية فهذا هوالنوع الأول وأما النوع الثاني فهو تلك الحمم التي تكون في البراكين الثائرة ثم تنفجر ثم تبرد تدريجيا وتحدث لها عملية إعادة بلورة علي سطح الأرض ولذا تعرف بالصخور السطحية لأنها تكونت علي سطح الأرض ولكن كيف تخرج الصخور النارية المتداخلة إلي سطح الأرض كما ذكرنا سابقا أن الصخور المتداخلة تتخلل بين طبقات الصخور الأخري فنتيجة للحركات التكتونية البانية للجبال التي تحدث في باطن الأرض والتي تأثرت بعوامل التعرية لفترة كبيرة تصل إلي آلاف السنين فترتفع هذه الصخور مع الجبال ولذا توجد المناطق التي يستدل بها علي الصخور النارية الجوفية داخل الجبال ويرجع تاريخ ظهور الصخور النارية الجوفية في المناطق التي تحمل مظاهر الحياه في عصر ماقبل الكمبري أي ظهرت هذه الصخور علي الأرض منذ أكثر من مليون سنة أو يزيد وتمتد هذه الصخور النارية الجوفية إلي أعماق الأرض ولذا تسمي أيضا هذه الصخور الجوفية بصخور القاعدة لأنها تمثل قاعدة الكوكب وتمتد أسفل الصخور الرسوبية والمتحولة أيضا
تصنيف الصخور النارية حسب التركيب المعدني
تحدث عملية تبلور المعادن من الصهارة (الكتلة النارية السائلة التي يطلق علي الحمم البركانية أو اللافا) وتحدث هذه العملية عندما تبرد الصهارة وتصل لدرجة فوق التشبع وتنقسم المعادن حسب التركيب المعدني إلي نوعان وهما
-معادن أساسية
-معادن إضافية
-المعادن الأساسية : هي المعادن التي توجد في الصخور بكمية كبيرة والتي يتوقف عليها خواص الصخر واسمه وتشمل المعادن الأساسية مثل الفلسبارات والبيروكسينات والفلسباثويدات
-المعادن الإضافية : هي التي توجد في الصخور بكمياتؤ قليلة ولا تؤثر علي خواص الصخر كثيرا وتشمل المعادن الإضافية مثل البيريت والماجنيت
تصنيف الصخور حسب التركيب الكيميائي
عرفنا أن المعادن المكونة للصخر تتحكم في نوع الصخر واسمه وكذلك أيضا المعادن أو العناصر والأكاسيد المكونة للصهارة ويتوقف التركيب المعدني للصخر علي نسبة وجود السليكا في الصهارة والسليكا هو مركب يتكون من ثاني أكسيد السليكون فإذا كانت الصهارة غنية بمعدن السليكا فإن الصخر الناتج سيحتوي علي معادن غنية بالسليكا والكوارتز أما إذا كانت الصهارة فقيرة بالسليكا فإن الصخر الناتج سيحتوي علي معادن فقيرة السليكا ولا تحتوي علي كوارتز فيقصد بالتركيب الكيميائي هو التركيب الكيميائي للصهارة التي تكون الصخر وليس التركيب الكيميئي للصخر ذاته ولذا فإن العناصر المكونة للصهارة هي التي تتحكم في تكوين الصخر وتنقسم الصخور حسب التركيب الكيميائي للصهارة ونسبة احتوائها علي سليكا إلي
-صخور حمضية -صخور متوسطة -صخور قاعدية
-صخور فوق قاعدية
تصنيف الصخور النارية حسب اللون
يختلف لون الصخور النارية وذلك لاختلاف المعادن المكونة لكل صخر فتنقسم الصخور النارية حسب اللون إلي
-صخور فاتحة اللون وهي صخور حمضية
-صخور متوسطة اللون وهي الصخور المتوسطة
-صخور قاتمة اللون وهي صخور قاعدية وفوق قاعدية
تصنيف الصخور النارية حسب النسيج الصخري
يقصد بالنسيج الصخري هو الحجم النسبي لبلورات المعادن المكونة للصخور وأيضا شكلها وطريقة ترتيبها ويتوقف النسيج الصخري علي السرعة التي بردت بها المجما فالصخور التي بردت في باطن الأرض بعيدا عن السطح لابد أنها بردت ببطئ شديد مما يسمح بنمو بلورات كبيرة الحجم وينتج عن ذلك أن نسيج الصخر يكون خشن ويمكن رؤية مكوناته المعدنية وتمييزها بكل سهولة بالعين المجردة ومثل هذه الصخور تعرف بالصخور الجوفية أما إذا ظهرت الصهارة علي السطح في هيئة حمم فإنها تبرد بسرعة وينتج عن هذا عدم تكون بلورات كبيرة ويتكون صخر دقيق ويعرف نسيج هذا الصخر بأنه دقيق الحبيبات ويمكن تمييز بلوراته بعدسة مكبرة
وإذا لم تتمكن من تمييز هذه البلورات بالعدسة المكبرة واستخدمت الميكروسكوب فهذا يعطي نسيج آخر يعرف بالنسيج مجهري التلور وهناك بعض الحالات لا يمكن تمييز البلورات فيها بالميكروسكوب العادي ولكن يمكن التمميز بين بلوراتها بالميروسكوب المستقطب وفي هذه يسمي النسيج بالنسيج حفي التبلور
وتتفق جميع هذه الأنواع في أن جميع بلوراتها متساوي تقريبا ولذا يقال أنها متساوية الحبيبات أو منتظمة الحبيبات وفي حالة وجود عدد من البلورات الأكبر حجما موزعة في أرضية مكونة من حبيبات أكثر دقة يعرف النسيج في هذه الحالة بالنسيج البورفيري وكثير من الصخور البركانية التي تكونت علي السطح لها نسيج زجاجي أي لا توجد بها بلورات وذلك لبرودة الحمم وسرعة تجمدها
وخلال الطفوح البركانية نلاحظ أن أجزاء الصخر الخارجية يكون لها نسيج زجاجي لأنها بردت بسرعة بينما الأجزاء الداخلية نجد أنها دقيقة التبلور أو مجهرية التبلور وعندما تتصاعد الغازات من البركان فإنها تترك فراغات في الصخر تعرف باسم الفقاقيع وينتج ما يسمى بالنسيج الفقاعي وقد تحتوي هذه الفقاقيع علي معادن ثانوية وفي هذه الحالة يتكون نسيج آخر يعرف بالنسيج الأميجدالي
تصنيف الصخور النارية حسب وجودها في الطبيعة
تتصلب الصهارة إما في جوف الأرض أو علي سطح الأرض أو بين هذا وذاك وينتج في كل حالة من هذه الحالات صخر مختلف عن الآخر من الصخور النارية يتميز بصفات مختلفة خاصة من ناحية درجات التبلور وحجم البلورات الناتجة وشكلها وتركيبها وترتيبها وعلاقتها ببعضها أي أنها تتميز بنسيج خاص وعلي هذا يمكن تقسيم الصخور النارية تبعا لمكان تكونها إلي ثلاث أقسام
-صخور جوفية -صخور تحت سطحية
-صخور سطحية أو بركانية
-الصخور الجوفية :
وهي الصخور التي تكونت في أعماق بعيدة في جوف الأرض حيث تسمح عوامل الحرارة والضغط بعملية تبلور تام لمكونات الصهارة نتيجة التبريد البطئ والضغط المستقر نسبيا ولذلك توجد المكونات المعدنية للصخور الجوفية في هيئة بلورات كبيرة الحجم ومتساوية فيما بينها من حيث النمو وترتيب أفرادها وتصبح مكتملة التبلور وتتميز بأنها ذات بلورات واضحة المعالم وتكون ذات نسيج خشن أو جرانيتي ومن أمثلة الصخور الجوفية صخر الجرانيت وصخر البيوريت والجابرووتوجد الصخور الجوفية في هيئة كتل ضخمة جدا تبلغ مئات الكيلومترات المربعة وتزداد قاعدتها أي مساحتها كلما اتجهنا إلي أسفل وتعرف مثل هذه الكتل الكبيرة من الصخور الجوفية باسم الباثوليت وتتكون مثل هذه الصخور العملاقة من صخر الجرانيت
وتعرف أيضا الأحجام الصغيرة من الصخور النارية الجوفية باسم بوس أو استوك
-الصخور تحت السطحية :
هي الصخور التي تداخلت في الصخور وبين طبقات القشرة الأرضية وتصلبت بالقرب من السطح مما أدي إلي برودتها بسرعة أكبر من الصخور الجوفية وأقل من الصخور البركانية ولذا فإن بلوراتها دقيقة ومتوسطة وذات نسيج دقيق التبلور وقد يكون هناك بعض البلورات التي تبلورت في جوف الأرض ثم انتقلت مع الصهارة المكونة لهذه الصخور تحت السطحية حتي ترسبت كبلورات كبيرة تحيط بها بلورات دقيقة تكونت عندما تجمدت الصهارة بالقرب من السطح ويعرف هذا النسيج الصخري بالنسيج البورفيري وإذا تدخل الصهير بعد ذلك في الطبقات القريبة من سطح الأرض حيث التبريد المفاجئ فإنه يتصلد حينئذ في بلورات دقيقة الحجم تملأ وتتشكل بشكل الفراغات الموجودة بين البلورات التي تكونت من قبل والتي تأخذ أشكالا نموذجية
وغالبا ماتكون هذه الحبيبات المتبلورة غير مكتملة الهيئة فتكون غريبة الشكل أو ناقصة الشكل وأحيانا يتعرض الصهير المتداخل إلي انخفاض مفاجئ وشديد في درجة الحرارة وأيضا الضغط فيتصلد في هيئة بلورة حفية
-الصخور البركانية أو السطحية :
تتكون هذه الصخور نتيجة تدفق الحمم أو اللافا من أفواه البراكين أو من الشقوق والفواصل التي قد تصادف الصهير المتصاعد في صخور المكان إلي سطح الأرض وتتصلد الحمم حينئذ بسرعة فائقة مقارنة بالجوفية والتحت سطحية مما لا يسمح لمكوناتها أن تتحد لتكون أشكال بلورية الخاصة بها فتكون مادة زجاجية عديمة التبلور وأحيانا تتجمد الحمم في كتل سميكة فتتكون الطبقة الخارجية منها في نسيج زجاجي نتيجة تعرضها المباشر للجو حيث تفقد حرارتها بسرعة هائلة
الخاتمة
إن من أكبر آيات الله في الكون خلقه الأرض وهو مجال كبير للتفكر في خلق الأرض ومعرفة مدي عظمة الله وقوته وما هذا عند الله إلا قليل فسبحان الخالق العظيم
المصادر
كتاب علم البلورات والمعادن للدكتور إبراهيم أبو الليل علي
كتابة: الرائع المغوار الجميل العبقري عبدالرحمن نجيب